السبت، 12 أبريل 2014

اللص .. والشرطي

اللص و الشرطي
 
سَمِعتُ صوتاً غريباً
حركةً مُريبةً في الظلام
الليلُ مخيف السكونُ خانق
لا أحد في الدارِ غيري
ليس الصوتُ مطر ليس رعد
ليس كلّ هذا ولا ذاك
يصمتُ تارةً ويتحرّكُ أخرى
خطوةً يتقدّم يؤخّرُ الثانية
يتسابقُ مع الظُلمةِ والخوفِ نحوي
من أين ينبعُ ذلك ؟
ما هو المجهول في كنف الليلِ ينتظرني؟
هل أنّه صوتُ قطّةٍ خائفةٍ من الوحدةِ مثلي ؟
أم أنّه كلبٌ جائعٌ لم يجدْ لقمةً في ظلّ هذا الرعب القابعِ في كلّ شئ؟
فجاء ليبحثَها عندي
لا يعلمُ أنني لو رأيتُ عظماً يابساً في فمهِ لَزاحَمتُه عليها
لم تكنْ العتمةُ القاتمةُ لِتسمحَ لي بالرؤي
إنني أسمعُ أنفاساً لاهثة
أنفاساً فيها ضجيجٌ غريب
فيها زفرةٌ قادمةٌ من خلفِ المحيط
ربما هي رائحةُ البحرِ نفسِه
ل إنّ بحرَنا ليست فيها هذه الرائحة
وليست في أرضِنا ما يفوحُ مثله
على ضوء البرقِ الخاطفِ من السماء
لمحتُ شبحاً مُلَثّم طويل
سرقَ مني كلَّ الأشياء
سرق مني أثاثَ الدارِ البسيط
إنّهُ يسرقُ بغرابة
هو يبتلعُ الأشياءَ ابتلاع
عند ضوءِ الفجرِ انقضضتُ عليه
كبّلتُهُ تمكّنتُ من قيودِهِ
هرعتُ به الى مركزِ الشرطةِ نشوان
هناك نزعَ عنه القناع
فإذا به شرطيّ المركز
جلس خلف الطاولة
بدأ يصدرُ الأوامر والكلّ ينفّذ
أوّل شئٍ أصدرَهُ
إلقائي في الزنزانةِ
التهمةُ الموجّهةً ضدي
عدم وجودِ أثاثٍ صالحِ للسرقة

د.فريد،،،،،،من زنزانةٍ صخريّةٍ ينتظرُ حكمَ الإعدام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق