الخميس، 24 أبريل 2014

قصة قصيرة : لم يكن الوالدان اشراراً ولكنهما ببساطة في حاجة إلى شرارة الوعي .

 كانت هناك سيدة عجوز ضعيفة مات عنها زوجها المحب .
  فذهبت للعيش مع ابنها وزوجته وابنته.  وفي كل يوم ساء شكلها وتدهورت قدرتها على السمع .  وفي بعض الأيام كانت يدها ترتعشان بشدة لدرجة أن البازلاء كانت تتدحرج من طبقها إلى الأرض وكان الحساء ينسكب من فنجانها .
   ولم يسع ابنها وزوجته إلا أن ينزعجا بسبب الفوضى التي أحدثتها ، وذات يوم  طفح كيلهما. ولذا ، فقد أعدا طاولة صغيرة للسيدة العجوز في ركن بجانب خزانة المكانس ، وحملوها على تناول كل وجباتها هناك وحدها . وكانت تنظر إليهم أوقات الوجبات بعينين دامعتين من الجانب ألأخر للغرفة ، ولكنهما نادراً ماكان يتبادلان معها أطراف الحديث عند تناول الطعام سوى لتقريعها على وقوع ملعقة أو شوكة .
   " وذات ليلة ، وقبل العشاء بالضبط ، كانت الفتاة تجلس على الأرض وتلعب بقطع الميكانو.  فسألها الأب: ’ ماذا تصنعين ؟ ’ ، فأجابت : ’مائدة صغيرة لك ولأمي لكي تأكلا عليها في ركن الغرف عندما أكبر ’  .
  خيم صمت طويل على الأب والأم وشرعا في البكاء . فحينذاك  كانا قد أدركا طبيعة أفعالهما والحزن الذي سبباه.
  وليلتها عادت المرأة العجوز إلى مكانها الطبيعي على مائدة العشاء الكبيرة .  ومنذاك اليوم ظلت تتناول وجباتها معهم . وعندما كانت لقمة صغيرة أو شوكة تقع على الأرض لم يعد أحد يعترض .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق